توغل إسرائيلي باتجاه الخيام..ومجازر في البقاع لفصله عن الجنوب

تصعيد إسرائيلي جديد وكبير يطيح بكل محاولات التفاوض الديبلوماسي. على وقع غارات كثيفة جنوباً وبقاعاً، وفي ظل توسيع الأحزمة النارية والقصف المدفعي، عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على التقدم من مستوطنة المطلّة باتجاه أطراف مدينة الخيام وتحديداً تلة الحمامص والتي تعتبر نقطة استراتيجية وكاشفة، وقد تقدّمت الدبابات الإسرائيلية باتجاه تلة الحمامص إثر قصف مدفعي وغارات كثيفة تم شنّها على مدينة الخيام ومحيطها وقد تصدى حزب الله لمحاولات التوغل، مستهدفاً العديد من الدبابات التي حقق فيها إصابات مباشرة وأعلن الحزب عن استهدافه لتجمعات لجنود العدو في محيط الخيام. في المقابل كثف الإسرائيليون غاراتهم على البقاع، وبعد استهداف معبر الجوسيه على الحدود اللبنانية السورية، تم استهداف معبراً آخر في منطقة مشاريع القاع، كما ارتكبت طائرات الاحتلال مجازر في البقاع ما أدى إلى سقوط أكثر من 60 شهيداً، وسط محاولات لقطع الطريق بين البقاع والجنوب.
توسيع التوغل
في موازاة التوغل البرّي، ومحاولة السيطرة على الخيام بالإضافة إلى محاولة تطويق مدينة بنت جبيل بعد قطع الطريق بينها وبين بلدة عين إبل، وبعد تفخيخ أحياء كاملة وتفجيرها في عيترون، واصل الإسرائيليون توجيه رسائلهم النارية إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، من خلال شنّ غارة بالقرب من منزله في مسقط رأسه تبنين، كما استهدفت غارة أخرى “حيّ آل برّي” في تبنين فتضرر منزل نجل رئيس مجلس النواب، وهي إشارات عسكرية إسرائيلية لرفض كل الصيغ الديبلوماسية وممارسة أقصى أنواع الضغوط على برّي الذي يتمسك بتطبيق القرار 1701 من دون أي تعديلات، فيما لا يبدو أن الإسرائيليين يكتفون أو يقتنعون بهذا القرار.
استهداف منزل برّي
وإلى جانب هذا الجنون الناري، ومحاولة الإسرائيليين لفرض أمر واقع عسكري بدافع التوغل البرّي، من الواضح أن هناك مساراً يعتمده الإسرائيليون وهو وضع خطة تصعيد تدريجية عسكرياً وبرياً، بمعنى أنه عندما يتم إحراز تقدّم يتم فرض شروط، وبحال رفضها لبنان فيتم الانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد وتعميق التوغل وتكثيف الغارات وتعميقها. وسط معلومات تفيد بأن الإسرائيليين يصرّون على التصعيد بشكل أكبر في الأيام الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا سيما أن وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية تشير إلى أن نتنياهو لن يقدم على إبرام أي صفقة قبل الانتخابات الأميركية.
اغتيال ميقاتي
ويستمر التضارب في المواقف الإسرائيلية، بين جهات تعلن أن العملية البرية ستكون قصيرة الأمد وشارفت على نهايتها كما نقل وزير الخارجية البريطاني عن نظيره الإسرائيلي، وبين جهات أخرى تعتبر أن المرحلة لا تزال طويلة وتحتاج إلى أسابيع حتى تحقيق الأهداف. في هذا السياق، ناقشت الحكومة الإسرائيلية مسألة الردّ على محاولة اغتيال نتنياهو باستهداف منزله في قيساريا بطائرة مسيّرة، ونقل مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت أنه خلال مناقشات وزارية تم اقتراح “اغتيال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي” أو رئيس مجلس النواب نبيه بري أو “إعادة اغتيال نصر الله مجدداً”. وقد تعاطى الإعلام الإسرائيلي بطريقة تهكمية مع هذه المداولات.
المدن
Exit mobile version