النازحون اللبنانيون في العراق.. في ضيافة الحكومة ورعاية «العتبات»!

أكدت الأمم المتحدة، أن “أكثر من 22 ألف لبناني وصلوا إلى العراق منذ 23 أيلول 2024، كما لفتت في بيان إلى أن “نحو 440 ألف شخص عبروا الحدود من لبنان إلى سوريا منذ 23 أيلول”.

اما داخليا، فقد أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، الأحد، أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة في لبنان وصل إلى “مليون شخص”، معتبرا أن “عملية النزوح هذه قد تكون الأكبر بتاريخ البلاد”.

ومع اشتداد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، نزح أهالي الجنوب من قراهم ومدنهم ولجأوا الى أماكن أكثر أماناً من لبنان، إلا أن قسماً من الشيعة توجّه نحو العراق، خاصة مع الحديث عن تسهيلات قدّمتها السلطات الى اللبنانيين، وأهمها الدخول إلى الأراضي العراقية بالهوية، إن لم يتوفر جواز السفر. وبناء على توجهيات من رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني أمر بتسمية اللبنانيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم إلى العراق بـ”الضيوف” وليس “نازحين”.

لا توطين

لا يعلم النازحون اللبنانيون ضيوف بلاد الرافدين موعد عودتهم الى وطنهم، خصوصا وان الحرب العدوانية الاسرائيلية يبدو انها ما زالت في بداياتها، كما ان العديد من العائلات النازحة فقدت بيوتها هدما أوتصدعا، ان كان في بيروت ام في ضاحيتها الجنوبية، ام في البقاع وبعلبك.

يشعر النازح اللبناني انه حقّا ضيف مرحب به في العراق

فبعد شائعات أثارها بعض الناشطين العراقيين حول الخشية من مخطط لتوطين اللبنانيين الهاربين من الحرب، نفى المتحدث باسم وزارة الهجرة، علي عباس جهانكير، في تصريحات صحفية، ما أسماه مزاعم بشأن توطين النازحين اللبنانيين في العراق.

ولا شك ان لهفة النازحين اللبنانيين في العراق عارمة، للعودة الى مدنهم وقراهم التي تركوها في بلاد الأرز، ولكن حتى تضع الحرب اوزارها، فإن النازحين يبقون ثالث ضحاياها بعد الشهداء والجرحى، على امل العودة الى مدنهم المحترقة وقراهم الطيبة المدمرة والمصدعة، كي يبنوها ويعمروها من جديد.

ضيافة العتبات

في اتصال مع ابن مدينة صور حيدر زمط، وهو من الجنوبيين النازحين الى العراق، ويقيم حاليا في مدينة كربلاء قال ل “جنوبية”، انه “كان يعمل في ساحل العاج واختار ان يعود الى لبنان ويستقر في مدينته الحنوبية، ولما باغتته الحرب وامدادها الى جوار مدينته، وقبل ان يبدأ قصفها من طيران العدو الاسرائيلي، عمل على تسفير اولاده الى تركيا، واختار هو الذهاب الى كربلاء عن طريق سوريا البري، واستقل من بيروت بسيارة الى طرابلس وبعدها الى دمشق عبر معبر العبودية”.

وأوضح انه بعدها “استقبلته لجنة عراقية تابعة للعتبات المقدسة التابعة لمدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، ووضعته في حافلة كبيرة (بولمان) تنقل عشرات النازحين اللبنانيين وتوجهت الى معبر البوكمال باتجاه الحدود العراقيه وبعدها الى مدينة الحلّة، كانت كلفة النقل مجانية وكان اكثر الركاب عبارة عن عائلات، جلهم من النساء والاطفال”.

لا توطين. ولا يعلم النازحون اللبنانيون ضيوف بلاد الرافدين موعد عودتهم الى وطنهم

وتوجه بالشكر الى العراقيين و”هو يشعر انه حقّا ضيف مرحب به في العراق” على حدّ تعبيره، منوهاً ب “كرم اخلاق العراقيين واهتمام العتبات بالنازحين اللبنانيين، وجدية السلطات بمتابعة امورهم، إذ انه قبل وصول الحافلة الى كربلاء توقفت عند “مجمع الزائرين” في مدخل المدينة وهو مخصص لاستقبال العائلات، وعبارة عن عشرات او مئات الأبنية االتابعة لزوار العتبات في مواسم الزيارات العاشورائية وغيرها”.

وقال”انا اخترت السكن في كربلاء والان انزل بفندق درجة ثالثة على حساب العتبة الحسينية، الطعام مجاني، أما اذا أردت تناول طعام مختلف، فكربلاء فيها مطاعم ومحلات السناك التي يمكن ان تختار منها ما يعجب ذوقك باسعار معتدلة”.واردف”: كل يوم تطبخ العتبة الحسينية لاطعام 6000 شخصا من الزائرين و”الضيوف اللبنانيين” وحتى لاطعام المحتاجين الفقراء من اهل البلاد، وان المحتاجبن من النازحين يتلقون مساعدات مالية ايضا وثياب وأدوية وغيرها”.

جنوبية

Exit mobile version