مضى على بدء العدوان الإسرائيلي الموسع، في الثالث والعشرين من أيلول الماضي، أكثر من اربعين يوماً، دمرت في خلاله غالبية قرى الحافة الأمامية تدميراً كاملا، إبتداء من الضهيرة وحتى الخيام.
بعد إسبوع على إنطلاق العدوان الجوي الواسع، بدأ جيش الإحتلال عمليات التوغل و” التسلل” من ناحية بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل، لناحية منطقة جل الدير، حيث شهدت المنطقة، مواجهات ضارية وعنيفة، بين “حزب الله”، ووحدات إسرائيلية من قوة ” إيغوز” ألحق فيها عناصر المقاومة خسائر فادحة في الجنود والعتاد، كما حصل تماماً في عدوان تموز 2006.
عمليات التوغل الإسرائيلية، شملت كل محاور الحافة الأمامية، وفي كل محور، وخصوصاً في اللبونة- الناقورة، وراميا والقوزح وعيتا الشعب، ويارون وعيترون وبليدا وميس الجبل، وعديسة ومركبا وكفركلا ورب ثلاثين والطيبة ومحيبيب، كانت تجري مواجهات عنيفة، وصلت إلى حد الإلتحام المباشر، من نقطة صفر، أجبرت جنود الإحتلال إلى التراجع باتجاه اطراف هذه القرى، بعد أعمال تفجير وتدمير لمنازلها ومؤسساتها كافة، ودور العبادة.
قوات الإحتلال ورغم عمليات التدمير المتواصلة منذ سنة وشهر وعمليات الإغتيال والمجازر لم تستطع السيطرة الكاملة على غالبية قرى الحافة الامامية
وكان واضحاً في الأيام القليلة الماضية، عدم تمكن جيش الإحتلال الإسرائيلي، الذي يتبع سياسة التوغلات بلدة بلدة، وعدم زج قواته دفعة واحدة، من التمركز لوقت طويل في أطراف بلدة الخيام( الوطى، وادي العصافير، وحي المسلخ) جراء الهجمات اليومية والمتكررة، بصليات صاروخية ثقيلة، أجبرته الإنكفاء عن بعضها، تحت وابل نيران المقاومة وصواريخها.
وهنا يظهر الفارق الكبيرة، على مستوى التقدم البري لقوات الإحتلال، بين عدوان تموز 2006، وعدوان أيلول- تشرين 2024.
ففي عدوان تموز، الذي بدأ بعد أقل من ساعتين على خطف الجنديين الإسرائيليين من خلة ورد في محيط عيتا الشعب، وصلت وحدات إسرائيلية خلال أقل من 33 يوماً، إلى عمق تجاوز الخمسة كيلو مترات، حيث إجتازت وادي الحجير، نحو بلدتي فرون والغندورية، وإلى أطراف بيت ياحون ومنطقة شمع- البياضة، المطلة على مدينة صور .
عمليات التوغل الإسرائيلية شملت كل محاور الحافة الأمامية، وفي كل محور كانت تجري مواجهات عنيفة
أما خلال هذا العدوان الجوي والبري والبحري، فإن قوات الإحتلال، ورغم عمليات التدمير المتواصلة، منذ سنة وشهر وعمليات الإغتيال والمجازر، لم تستطع السيطرة الكاملة، على غالبية قرى الحافة الامامية، لا سيما عيتا الشعب، والخيام التي حلت فيها اللعنة على دبابات الميركافا، في سهلها في العام 2006، والتي عرفت بمجزرة الدبابات.