يطغى المشهد الميداني على أرض الجنوب، على كل ما عداه من تطورات وأحداث أمنية وعسكرية واعمال عدوانية إسرائيلية، تبلغ مزيد من الذروة يوماً بعد يوم، لناحية الغارات التدميرية على الضاحية الجنوبية، ومساحات واسعة من الإراضي اللبنانية وصولاً إلى سوريا.
التصعيد البري الإسرائيلي، الذي أطلق عليه رئيس اركان العدو، المرحلة الثانية من المناورة البرية، تسعى من خلاله إسرائيل، إلى تعزيز وضعها التفاوضي، بالتزامن مع الحراك الديبلوماسي، الذي تمثل بتسليم سفيرة أميركا مقترحات لوقف النار إلى الرئيس نبيه بري.
ويظهر ميدان المرحلة الثانية من العدوان، الذي يتراوح عمقه، بين أربعة إلى خمسة كيلومترات، الرغبة الإسرائيلية، بالوصول إلى ذات المناطق، التي كانت وصلت إليها في عدوان تموز 2006، وهي نقاط تشرف على قرى واودية، كانت تفصل المناطق المحتلة والمناطق المحررة، قبل التحرير في أيار العام الفين، ومن بينها منطقة البياضة، التابعة لبلدة شمع المشرفة على ساحل صور.
وكانت الإشتباكات بين وحدات من جيش الإحتلال الإسرائيلي، وقوات من “حزب الله”، قد تواصلت لليوم الثالث على التوالي في اكثر من محور في القطاعين الغربي والشرقي. ففي محور القطاع الغربي، دارات إشتباكات مع قوة تمركز إسرائيلية في مقام النبي شمعون الصفا، التي أفيد عن إنسحابها باتجاه الجبين وطيرحرفا، بعد وقوع إصابات في صفوفها، تم نقلهم بالمروحيات، وقد وردت معلومات في وقت لاحق، عن تفخيخ وتفجير مقام النبي شمعون الصفا.
وفي منطقة القطاع الشرقي، وتحديداً في منطقة مركبا طلوسة تواصلت الإشتباكات ومحاولات التوغل الأسرائيلية، نحو بلدة طلوسة المطلة على وادي السلوقي، وهو إمتداد لوادي الحجير، فيما أعلنت المقاومة الإسلامية، إنها إستهدفت تجمعاً إسرائيلياً في اطراف طلوسة ست مرات هذا اليوم.
إلى ذلك تواصلت الإعتداءات الجوية الإسرائيلية، على مناطق ضاحية بيروت الجنوبية، ومنها الغبيري وبرج البراجنة، وإمتدت هذه المرة إلى الطيونة، حيث دمرت الطائرات عدد من المباني وحولتها إلى ركام، كما طاولت الإعتداءات بلدة عين قانا، في إقليم التفاح، التي إستشهد فيها خمسة افراد من عائلة واحدة، فيما أسفرت غارة على منطقة المساكن الشعبية، قرب صور عن إستشهاد ثلاثة اشخاص، وسقوط شهيدان في قانا، وآخرين في عيتيت والمنصوري، بينما ارتفع عدد شهداء مجزرة الدفاع المدني في دورس- بعلبك الى 15 شهيداً.
ورداً على هذه الإعتداءات، شن “حزب الله” 28 هجوماً على مستوطنات ومواقع إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، وعدد من تجمعات الجنود في بلدات في الحافة الأمامية.
وفي هذا الإطار أفادت وزارة الصحة في تحديثها اليوم عن 3445 شهيدا و 14599 جريحا منذ بدء العدوان، وحصيلة يوم أمس 59 شهيدا و 182 جريحا.