اللبنانيون إزاء الحدث السوري بين «يمهل ولا يهمل» والابتهاج الناري والريبة والصمت

من يرصد «حركة» اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين، ينتهي بلا شك إلى صورة وافية عما يجول في فكرهم وقلبهم إزاء الحدث السوري الكبير.

وإذا كان الإجماع على أن ما جرى ويجري في سورية له تبعاته وتأثيراته على لبنان، للترابط اللصيق بين البلدين الجارين في الجغرافيا والتاريخ والولاء السياسي و«المصلحي»، وأيضا في وجود «شعب سوري» في لبنان منذ 13 عاما يتمثل بالنازحين أو اللاجئين السوريين، فإن ثمة لبنانيين لم يكتموا فرحهم بسقوط النظام السوري، فكان تعبيرهم إما ناريا بإطلاق الرصاص في أكثر من بقعة من لبنان بدءا بعاصمة الشمال طرابلس مرورا بالبقاع وصيدا في الجنوب وصولا حتى إلى بيروت، وإما سلميا بإطلاق الكلمة والموقف وساحتهما بالدرجة الأولى منصة «أكس».

وبعيدا عن نار السلاح المتفلت وغير المضبوط حتى إشعار بسط الدولة اللبنانية هيبتها الكاملة على أرضها ومواطنيها و«ضيوفها» من غير الجنسية اللبنانية، كانت جولة لـ «الأنباء» على مواقف الناشطين اللبنانيين عبر «أكس»، بدا جليا فيها أن ما يتقدمها هو مواقف رافعي «يمهل ولا يهمل»، والمبتهجين «بيوم تاريخي شهد انتهاء حكم الأسد وحزب البعث وخروجا إلى الحرية لمن عانى ظلم الأحكام وظلمة السجون»، تليها مواقف الداعين «إلى تحصين الداخل اللبناني من الانجرار إلى أي احتكاكات أو فتن والى بقاء سورية في سورية ولبنان في لبنان، باعتبار أن أهل سورية أحرار في اختيار النظام أو الحكم الذي يريدونه، ويجب الا يعني اللبناني من يحكم في سورية أو حتى في غيرها، وإنما مصلحة لبنان وشعبه حماية مؤسساته وجيشه».. مبروك للمسرورين، ومن قال إن «إسرائيل لاتزال على الباب والجولاني هو الجولاني ولو جمل صورته».

وبين من تطرف في فرحته، ومن تعقل في ردة فعله، ومن أطلق ريبته وخشيته على هشاشة لبنان المؤسساتي إزاء ما يجري، ثمة من لاذ بالصمت عملا بمقولة «عند تغيير الدول احفظ رأسك». وهؤلاء كما يبدو اختاروا حفظ لسانهم حتى جلاء أكبر للمشهد، الذي فاق تدفق التطورات فيه طاقة المحللين المحنكين على قراءته.

المصدر : الأنباء

Exit mobile version