رأت النائبة التغييرية نجاة صليبا في حديث إلى «الأنباء» أن الضبابية تطغى حتى الساعة على جلسة انتخاب الرئيس في 9 يناير المقبل.
وقالت: «تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري بإمكانية وصول الجلسة إلى خواتيم سعيدة يقابله تشكيك بعض القوى السياسية في نتائجها، لاسيما أن التفاهم بين المنظومة السياسية التقليدية على مرشح واحد، متعثر على الرغم من وفرة الأسماء المتداول بها».
وأضافت: «ما يجري من محاولات لتحاصص الاستحقاق الرئاسي مرفوض بالمطلق، اذ ان عملية تعيين الشخصية الرئاسية تحت مظلة التفاهم والتوافق، تضرب المبدأ الديموقراطي في الصميم لصالح بدعة الديموقراطية التوافقية. والمطلوب بالتالي انتخابات رئاسية حرة وفقا للنصوص والآليات الدستورية، على أن يفوز فيها بنتيجة الدورات المتتالية من ينال أكثرية أصوات النواب».
وردا على سؤال حول ما إذا كان تعثر الأفرقاء السياسيين في التفاهم على مرشح واحد أو أكثر سينتهي إلى اعتماد قائد الجيش العماد جوزف عون مرشح أمر واقع، لفتت صليبا إلى «ان نجاح العماد عون بامتياز في إدارة المؤسسة العسكرية، وفي تحييدها عن المنزلقات السياسية، والأهم في ضبط الأمن وحماية السلم الأهلي، جعل من مناقبيته ووطنيته ونزاهته ونظافة كفه موضع ثقة وتقدير، ووفر له إمكانية التقدم على غيره من المرشحين لرئاسة الجمهورية».
وقالت مستدركة في سياق ردها: «مواصفات القائد جوزف عون ونجاحه في قيادة الجيش، لا يعني حتمية التوافق سلفا عليه كمرشح أمر واقع. فسواء نؤيد وصوله إلى السدة الرئاسية كشخصية جديرة بالثقة أم نرفضه، تبقى كلمة الفصل للعملية الانتخابية على قاعدة الديموقراطية الحقيقية، لا التوافقية التي علقت الدستور وعممت الفساد السياسي والمالي والإداري، وشرعت سياسة المحاصصة وتقاسم الدولة، وأوصلت البلاد إلى الجحيم. وعلى النواب بالتالي تحكيم ضمائرهم وانتخاب من يرون فيه القدرة على قيادة البلاد وإخراجها من النفق».
وأردفت: «المضحك المبكي في آن هو ان من اتهم بالأمس قوى التغيير بالتخلف والولدنة، عاد اليوم بعد سنتين من عمر الشغور الرئاسي ليعتمد ما جاء في مضمون مبادرتها الإنقاذية التي تقدمت بها في العام 2022. وقد قامت المبادرة وقتذاك على اعتماد سلة من أسماء مشهود لها بالحياد والنزاهة والكفاءة والقدرة على إدارة البلاد، الأمر الذي ان أكد على شيء فهو ان البعض شعر بسقوط الحماية عنه نتيجة سقوط نظام الأسد في سورية وتراجع الدور الإيراني في لبنان والمنطقة العربية، فسارع إلى التفاهم مع الآخرين على رئيس توافقي إنما ضمن لعبة المحاصصة وتحصيل المكتسبات في الانتخابات الرئاسية».
واعتبرت صليبا ان المتغيرات في لبنان وسورية والمنطقة ككل «أعطت اللبنانيين فرصة حقيقية لبناء الدولة. وعلى من كان مشبكا مع القوى الإقليمية قبل سقوط نظام الأسد ان يعي ثلاث حقائق راسخة، وهي ان الاستقواء بالخارج والارتهان للمحاور الإقليمية مجرد وهم، ووحدها الدولة تحمي وتبني، ولا مكان آمنا لكل الشرائح اللبنانية دون استثناء الا تحت مظلة الشرعية».
وختمت صليبا: «ميزة اللبناني انه يتمتع بالقدرة على الخروج كطائر الفينيق من تحت الرماد والحطام، وقادر بالتالي على القيام بدولته دون مساعدة أو منة من أحد. وما زينة الميلاد المنتشرة اليوم في كل شوارع بيروت سوى خير دليل على رفض اللبناني للحروب والاستسلام أمام الانهيارات والسقطات الموجعة. والمطلوب بالتالي صحوة ضمير من قبل منظومة الفساد والمحاصصات، والذهاب إلى بناء دولة لا سلاح فيها سوى سلاح الجيش. دولة القانون والمؤسسات، دولة تحترم دستورها وكيانها وسيادتها وحدودها وشعبها».
المصدر : الأنباء