الأخبار

الهلع على منابر النظام.. تداعيات انهيار الأسد تتفاعل داخل إيران

أحدثت التطورات الأخيرة في سوريا حالة من القلق وردود الفعل الواضحة بين قادة النظام الإيراني وخطبائه في صلاة الجمعة الأخيرة في عدد من المناطق الايرانية.

وكشفت التصريحات التي أدلى بها كل من أحمد علم الهدى، ونوفرستي، ونورمفيدي، عن قلق عميق لدى النظام في ايران من انهيار نفوذه الاستراتيجي في المنطقة وتداعيات ذلك على استقراره الداخلي.

التأكيد على الحفاظ على النفوذ الإقليمي واستراتيجيات جديدة

صرّح أحمد علم الهدى، إمام الجمعة  في مشهد وممثل المرشد علي خامنئي، بشكل واضح عن التهديدات التي يشكلها انهيار الحكومة السورية على النظام الإيراني.



وأكد أن الأعداء يخططون بعناية للأحداث الخارجية بهدف نقل تأثيراتها إلى داخل إيران وزعزعة ما يُعرف بـ”خط المقاومة”، ما قد يدفع النظام للتراجع.

وشدد علم الهدى على أن سقوط حكومة بشار الأسد لا يعني نهاية نفوذ النظام الإقليمي، بل يستوجب إعادة تعريف الاستراتيجيات لمواجهة “مؤامرات الأعداء”.

وتعكس هذه التصريحات محاولة النظام إخفاء ضعفه والحفاظ على تماسكه الداخلي في مواجهة الأزمات الخارجية.

القمع الداخلي كأداة لمواجهة الاستياء

وأشار نوفرستي، إمام الجمعة في بيرجند، إلى التطورات الأخيرة في سوريا، محاولًا التقليل من أهمية الهزائم التي مُني بها النظام في هذا البلد.

وحذّر من أن أحد أهداف الأعداء هو الترويج لفكرة أن إيران وجبهة المقاومة قد تعرضتا لهزيمة.

كما أشار إلى الاحتجاجات التي وقعت في أعوام 2009، 2017، و2022، معتبراً إياها جزءاً من “مؤامرات خارجية”، وهدد بأن أي حركة احتجاجية داخل إيران ستُواجه بـ”سحق” من قبل الشعب.

هذه التصريحات تعكس سياسة النظام الإيراني الدائمة في نسبة الاحتجاجات إلى قوى خارجية واستخدام القمع لمواجهة أي استياء داخلي.

استغلال الفضاء الإلكتروني للسيطرة على الشباب

في تصريحات مماثلة، تحدث نورمفيدي، إمام الجمعة في جزجان، عن تأثير الفضاء الإلكتروني على الشباب، محذرًا من أن الأعداء يستخدمون هذا الوسيط للتأثير على عقول الشباب الإيراني.

كما أشار إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بعد التطورات في سوريا، مؤكداً أن الأعداء يخططون لنقل هذه الأحداث إلى داخل إيران. النظام الإيراني، الذي يعتبر الفضاء الإلكتروني تهديداً لبقائه، يسعى دائماً إلى فرض قيود صارمة على حرية التعبير والسيطرة على هذا الوسيط.

تداعيات الهزيمة في سوريا على النفوذ الإقليمي للنظام

تعكس تصريحات خطباء الجمعة قلق النظام العميق من تداعيات سقوط بشار الأسد وسيطرة قوى المعارضة على سوريا.

وطالما اعتبر النظام الإيراني سوريا عمقاً استراتيجياً وجسراً لنفوذها في دول المنطقة، وهي الآن تواجه خطر فقدان هذا الموقع المهم.



وهذه التحولات لا تضعف فقط النفوذ الإقليمي للنظام، بل تؤدي أيضًا إلى زيادة الاستياء الداخلي وتصعيد الضغوط الدولية.

النظام الإيراني، كدكتاتورية دينية، يواجه اليوم تهديداً خطيراً وسط تطورات سوريا.

وتعكس تصريحات خطباء الجمعة حالة الرعب لدى قادة النظام من احتمال انهيار نفوذه الإقليمي وامتداد الأزمات إلى الداخل.

ومع ذلك، فإن الاعتماد على القمع وإعادة تعريف الاستراتيجيات قد يؤجل فقط انهيار النظام لفترة قصيرة. في النهاية، ستؤدي الهزائم الخارجية والضغوط الداخلية إلى تحديات كبيرة تهدد بقاء هذا النظام.