أشارت القناة 12 الإسرائيليّة إلى أن إسرائيل تسعى إلى إبرام صفقةٍ مع لبنان مقابل إجراءاتٍ لمنع إعادة تسليح حزب الله. وقالت القناة إن الصفقة رامية لـ “إلغاء توسيع العملية البريّة مقابل فرض حظر بحريّ وبريّ وجويّ على لبنان. وتهدف لوقف إطلاق النار 60 يومًا يتمّ خلالها التوصل إلى تفاصيل اتفاقٍ كامل. وسيقود مفاوضات لبنان، وزير الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّ ومستشار الأمن القوميّ الأميركيّ”.
لاحقاً، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً نفى فيه ما أوردته القناة 12.
وللمفارقة، تأتي هذا الأنباء، في وقتٍ زعم فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ، أنّ رئيس الأركان الإسرائيليّ هارتسي هاليفي قام بجولةٍ مع قائد المنطقة الشماليّة وقائد الفرقة 98 داخل “مجمع تحت الأرض تابع لحزب الله في جنوب لبنان، تمّ تدميره نهاية الأسبوع من قبل قوات الجيش الإسرائيليّ”. وفي غضون الزيارة، قال هاليفي لجنوده: “من هذا المكان استطاعوا أن ينطقلوا إلى عملية اقتحام نحو دولة إسرائيل. ولقد ضبطنا ذلك في الوقت المناسب ويجب أن نمنع هذه البنى التحتيّة أن تعود لعقود”.
غارات مُكثّفة
في الوقت نفسه، واصل الطيران الحربيّ الإسرائيليّ شن غارات جويّة مكثّفة على مساحاتٍ واسعة من البقاع الأوسط والشماليّ وتحديدًا في مدينة بعلبك والبلدات المُحيطة بها، موقعًا العشرات من الضحايا والجرحى، إثر القصف المُتعمّد للمنازل المدنيّة المأهولة، ذلك إلى جانب الغارات المتتالية الّتي استهدف فيها مدينة صور بُعيد إصدار إنذارات بالإخلاء. ويأتي ذلك في وقتٍ تتواصل فيه الاشتباكات في المحاور البريّة عند خطّ “الدفاع الأوّل والثانيّ” عند الحدود اللّبنانيّة مع إسرائيل.
واستهدفت غارةٌ إسرائيليّة منزلًا في بلدة الحلانية تسببت بوقوع 4 إصابات في حصيلةٍ أوليّة. وأُفيد عن استهداف مسيّرةٍ معادية لدراجةٍ ناريّة في بلدة طاريا، ما أدّى إلى سقوط شهيدين. كما شنّ الطيران الحربيّ غارةً على حيٍّ سكنيّ في بلدة بريتال وسيارة داخل البلدة، وأفيد بأن الحصيلة الأوليّة للغارة هي شهيدان و10 جرحى، حالة بعضهم حرجة. وأغار عصرًا على بلدة بوداي بغارتين، فدمر منزلًا وارتكب مجزرةً أدّت إلى سقوط 6 شهداء من آل عساف. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية أطراف ثكنة “غورو” في مدينة بعلبك، الّتي تسكنها مئات العائلات الفقيرة من أبناء المدينة.
وأغار سلاح الجوّ الإسرائيليّ بخمس غاراتٍ مساء اليوم على منطقة طاريا – حدث بعلبك وبلدة يونين وسرعين وشمسطار موقعًا المزيد من الضحايا، واستهدفت غارة منطقة الدورة الحدودية – شمال بلدة القاع. أما الحصيلة الأوليّة في بلدة طاريا فهي 3 شهداء، وأُفيد عن انتشال 3 شهداء و8 جرحى في بلدة الرام من تحت الركام، وما زالت أعمال الإغاثة مستمرة، إضافة إلى سقوط شهيد في شمسطار وشهيدين في يونين.
ولما كانت الأنباء تُشير حتّى ساعات المساء الأولى إلى تنفيذ ما يربو عن 30 غارة على بلدات البقاع الأوسط والشماليّ، واصل الجانب الإسرائيليّ عداونه على مناطق متفرقة في الجنوب اللّبنانيّ، إذ شنّ، عصر اليوم غارة استهدفت كل من بلدة رومين وحيّ الميدان في مدينة النبطية، الرمادية، والصرفند. وأُفيد عن 3 غاراتٍ استهدفت بلدة طيرحرفا. واستهدفت 3 غارات معادية بلدة الخيام، مما تسبب باندلاع حريق. وأُفيد باستشهاد 4 اشخاص بغارة على بلدة الرمادية. كما أغار الطيران الحربيّ، مستهدفًا بلدتي بيت ليف وتبنين في قضاء بنت جبيل، وبلدة صريفا وطريق الشبريحا في العباسية، حيث تسبب باندلاع حريق. كما أطلقت قوات العدو قذائف الميركافا على وطى الخيام ووادي العصافير. واستهدفت غارات منطقة المساكن الشعبية شرق صور، بيوت السّياد، ومفرق بلدة برج الشمالي. في وقتٍ تعرضت اطراف بلدة كفرحمام في منطقة العرقوب لقصف مدفعي معادٍ.
ضربات الحزب
من جهته، بثّ حزب الله صورًا قال إنّها لاستهداف شركة “يوديفات” للصناعات العسكريّة في منطقة بارليف الصناعيّة، شرقي عكا، أول أمس السبت، بمسيّراتٍ انقضاضيّة. كما أعلن الحزب قصف كريات شمونة برشقةٍ صاروخيّة، واستهداف “آليات وجنود العدو” أثناء تقدمهم عند أطراف كفركلا، ما أدّى إلى احتراق آليتين ومقتل وجرح جنود. وأعلن استهدافه بالصواريخ “للمرة الثانية” تجمعًا لقوات إسرائيليّة في منطقة العمرا غرب الوزاني. وأعلن الحزب استهداف موقع رأس الناقورة البحريّ بمسيّرتين انقضاضيتين أصابتا أهدافهما بدّقة، وفق ما أشار في بيانه.
وكان الحزب أعلن أن مقاتليه قصفوا فجر اليوم تجمعات للجنود الإسرائيليين بين مستوطنتي المنارة ومرغليوت برشقاتٍ صاروخية. وقال الحزب إنه استهدف تجمعات لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند بوابة فاطمة، على الحدود مع إسرائيل، 4 مرات برشقات صاروخيّة وقذائف مدفعية. في السّياق ذاته، أعلن الجيش اللبناني إصابة جندي في استهداف إسرائيل جرافة للجيش اللبناني على طريق قالويه كفردونين جنوبي البلاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 7 ضباط وجنود أصيبوا في معارك جنوب لبنان خلال السّاعات الـ24 الماضية. وقال إن قواته تواصل عملياتها العسكرية في جنوب لبنان، وتستهدف “مسلحين من حزب الله ومنشآت عسكرية، وبنى تحتية، ومخازن أسلحة”.
إلى ذلك نقلت صحف عبريّة، خبر مفاده أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإزالة الجدران الدفاعيّة ضدّ الصواريخ المضادة للدبابات على الحدود الشمالية. في إشارةٍ إلى التحصينات والجدران الّتي بُنيت مع ابتداء “جبهة الإسناد” داخل المستوطنات الحدوديّة.
المدن