قال النائب السابق عن «القوات اللبنانية» وهبة قاطيشا في حديث إلى «الأنباء»: «التعويل على الديبلوماسية الدولية لاسيما على جهود المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين للوصول إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، كمن يعول على المستحيل، خصوصا أن الواقع الميداني في جنوب لبنان يؤكد ان إسرائيل تخوض الحرب تحت عنوان وجودية الدولة اليهودية».
وأضاف قاطيشا: «لن ترضى إسرائيل بأي وقف لإطلاق النار قبل انهيار المنظومة العسكرية لحزب الله، وانتزاع تعهد دولي ولبناني رسمي وفقا للشروط الإسرائيلية، بما يضمن أمن الجليل وشمال إسرائيل في شكل كامل ونهائي».
ورأى قاطيشا أن «أي وقف لإطلاق النار يسعى إليه لبنان وتسعى إليه الديبلوماسية الدولية لن يتحقق من دون التفاوض مع إيران، بعدما سارع علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي إلى بيروت للقوطبة على المسودة الأميركية، والتأكيد على أن التفاوض حول وقف إطلاق النار يتم مع طهران لا مع عين التينة ولا مع السراي الحكومي.
وما استفاقة لاريجاني من بيروت على دعم إيران للمعادلة الخشبية جيشا وشعبا ومقاومة، سوى رسالة إيرانية مبطنة بأن سلاح حزب الله مشرع لبنانيا.
وهذا ما استدعى ردا مباشرا من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مشكورا، بأن لبنان متمسك باتفاق الطائف ويريد تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته».
وتابع قاطيشا: «لا وقف لإطلاق النار في المدى المنظور، فلبنان ضحية السياسة الإيرانية الحمقاء والرعناء، وقد ارتضت فئة من اللبنانيين ان تكون ليس فقط وكيلة عن الحرس الثوري الإيراني في تقويض الدولة اللبنانية وتعطيل مؤسساتها الدستورية والإمساك بقرارها التشريعي والتنفيذي، بل حتى تحولت حطبا في المحارق الإيرانية سواء خارج لبنان أو على الحدود الجنوبية.
وفات هذه الفئة ان لبنان ما بعد الحرب لن يكون كما قبلها، فالعودة إلى ما قبل الثامن من أكتوبر 2023 ضرب من المستحيل. ولا سبيل أمام حزب الله سوى تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني أو أعادته للواهب الإيراني، والعودة بالتالي إلى الدولة اللبنانية كحزب سياسي ليس إلا».
وفي السياق، قال قاطيشا: «ما يشهده الميدان في الجنوب محاولة يائسة من حزب الله لتثبيت معادلة الردع التي أوهم بيئته بها. والوقائع على طول الحدود بدءا من شبعا مرورا بمارون الراس وصولا إلى رأس الناقورة، أثبتت ان كل السرديات التي بنى عليها حزب الله علة وجوده وتسليحه من إيران مجرد أوهام وأضاليل، سرعان ما انهارت وتهاوت، فما بالك والاشتباكات الأخيرة دارت رحاها داخل بلدة شمع على مشارف مدينة صور، وذلك باعتراف حزب الله نفسه بقوله في بيان ان المقاومة استهدفت الجيش الإسرائيلي بصليات صاروخية في شمع، وبالتالي فإن أهم ما أثبته الميدان وما أكدته سرديات حزب الله، أنه لا بديل عن الشرعية، وان الجيش اللبناني وحده قادر على ردع العدو والإمساك بالأمن وفرض الاستقرار».
وختم قاطيشا قائلا: «كفى أوهاما وتكاذبا فالإيراني يريد فعلا وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، إنما وفقا لما تقتضيه مصالحه، وبصورة لا يظهر فيها حزب الله مهزوما، خصوصا أن الإسرائيلي انتقل إلى المرحلة الثانية من مخططه الحربي، أي إلى ضرب القدرات الاقتصادية للبيئة الشيعية في صور والنبطية وبعلبك والضاحية الجنوبية.
والجانب الإيراني وعلى الرغم من تلقفه وجود إجماع أممي على إنهاء أذرعه في المنطقة العربية فإنه مستمر بدفع حزب الله إلى الانتحار، مادامت الدماء التي تهرق سواء في الجنوب أو في الداخل اللبناني ليست إيرانية».
المصدر : الأنباء