أدى نقص المساعدات إلى أعمال نهب وارتفاع كبير للأسعار في القطاع
ندّد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء بسرقة المساعدات الإنسانية في غزة، معتبراً أن هذه الظاهرة “أصبحت منظّمة ويجب أن تتوقف”، وذلك بعد أيام قليلة على نهب قافلة مساعدات أممية في القطاع.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “هذا الأمر يعوق العمليات الإنسانية الحيوية ويعرّض طواقمنا لمزيد من الخطر. لكن عمليات حفظ النظام يجب أن تكون قانونية وضرورية ومتناسبة”، معرباً عن قلقه إزاء عملية نفّذتها حكومة حماس الإثنين ضد “عصابات لصوص شاحنات المساعدات”.
تعرضت قافلة تابعة للأمم المتحدة تضم 109 شاحنات من المساعدات الغذائية السبت لهجوم من قبل مجهولين بعد دخولها قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، ولم تتمكن سوى 11 شاحنة من الوصول إلى وجهتها، في “أسوأ” وأكبر عملية نهب في غزة، وفقا للأمم المتحدة.
وقال دوجاريك الثلاثاء “حذرنا منذ بعض الوقت من مشكلة النهب المسلح ولاحظنا أنها أصبحت عمليات أكثر تنظيما وفعالية”. وشدد على أن “عمليات إنفاذ القانون يجب أن تكون شرعية وضرورية ومتناسبة” في إشارة إلى العملية التي قادتها حماس ضد لصوص مفترضين الاثنين. وأضاف “نحن قلقون جدا بشأن هذه المعلومات”.
هذا ونقلت وكالة “رويترز” عن سكان ومصادر مقربة من حماس إن مقاتلين من الحركة وفصائل أخرى في غزة شكلوا قوة مسلحة لمنع العصابات من نهب قوافل المساعدات في القطاع المحاصر، وذلك بعد زيادة كبيرة في نهب الإمدادات الشحيحة بالفعل.
وذكرت المصادر أن القوة الجديدة نفذت عمليات متكررة ونصبت كمائن للصوص وقتلت بعضهم في اشتباكات مسلحة، وذلك منذ تشكيلها هذا الشهر وسط غضب شعبي متزايد إزاء نهب المساعدات وارتفاع الأسعار.
وتتهم إسرائيل حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية. وتنفي الحركة ذلك وتتهم إسرائيل بمحاولة إثارة الفوضى في غزة من خلال استهداف أفراد الأمن الذين يحرسون قوافل المساعدات.
وفي ظل الفوضى الناجمة عن الحرب، تزايدت وتيرة الهجمات التي تشنها العصابات المسلحة على قوافل الإمدادات، إذ تستولي هذه العصابات على الشاحنات وتبيع البضائع المنهوبة في أسواق غزة بأسعار باهظة، بحسب “رويترز”.
وأثار النقص في إمدادات الغذاء تساؤلات حول حماس بسبب عجزها عن وقف هذه العصابات، فضلاً عن زيادة الغضب تجاه الجيش الإسرائيلي.
ونقلت “رويترز” عن أحد المصادر، وهو مسؤول من حماس، قوله إن القوة الجديدة التي تتألف من مقاتلين مدربين تدريباً جيداً من حماس وجماعات متحالفة معها تعرف باسم “اللجان الشعبية والثورية”، وهي مستعدة لإطلاق النار على اللصوص في حالة عدم استسلامهم.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إن القوة تعمل في وسط وجنوب قطاع غزة ونفذت ما لا يقل عن 15 مهمة حتى الآن، قتلت في بعضها عدداً من أفراد العصابات المسلحة.
تفشي الجوع
يتسبب النقص الكبير في الغذاء والأدوية وسلع أخرى في تفشي الجوع والمعاناة بين المدنيين، وذلك بعد 13 شهراً من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وعلّقت إسرائيل واردات البضائع التجارية الشهر الماضي ولم تدخل غزة منذئذ سوى شاحنات المساعدات التي تحمل جزءً ضئيلاً للغاية مما تقول جماعات الإغاثة إنه ضروري للقطاع الذي فقد فيه معظم الناس منازلهم وليس لديهم أي أموال تذكر.
وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية “أصبح من الصعب للغاية إدخال المساعدات”، وذلك بعد سلسلة من حوادث النهب في مطلع الأسبوع.
ويقول تجار إن سعر كيس الدقيق (الطحين) كان يبلغ قبل الحرب 10 دولارات أو 15 دولاراً وكيلوغرام من الحليب المجفف 30 شيقلا، أما الآن فقد أصبح سعر الدقيق (الطحين) 100 دولار وكيلوغرام من الحليب المجفف 300 شيقل.
العربية.نت – وكالات