لبنان

جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يصل أطراف البياضة.. واشتعال المعركة في الخيام

آخر تحديث:  بعد 50 يومًا على إعلان الجيش الإسرائيلي نيته اجتياح جنوب لبنان، و7 أيام على إعلان توسيع «العملية البرية» نحو قرى الخط الثاني، تستعر المعارك أكثر فأكثر، يرافقها قصف جوي عنيف يقوم به الاحتلال لمحاولة التقدم. فما هو الوضع الميداني حاليا؟

ما زالت الأنظار شاخصة نحو معركة محور شمع – البياضة – طيرحرفا التي تشهد تقدما للقوات الإسرائيلية، علما إنها تواجه بمقاومة شديدة من قبل عناصر حزب الله، الذي أعلن اليوم عن تفاصيل ميدانية مثيرة من المعركة.

يذكر إنه في ليل 30 أيلول – 1 تشرين الأول أعلن الجيش الإسرائيلي عن ما أسماه «عملية برية محددة» لإزالة «تهديدات» حزب الله. ومع إنه يتمركز في العديد من النقاط داخل جنوب لبنان، لم يستطع حتى اللحظة السيطرة الكاملة على القرى الحدودية.

ما الجديد؟

  • القوات الإسرائيلية تبدأ محاولات تقدم بإتجاه جنوبي بلدة كفرشوبا تحت غطاء ناري من الغارات الجوية و القصف المدفعي والرشقات الرشاشة، بحسب ما أفادت قناة «المنار» مساء الثلاثاء. وبدأت بعدها اشتباكات «عنيفة» في خراج البلدة بحسب الوكالة «الوطنية للإعلام»
  • معارك ضارية في شمع وتقدم إسرائيلي نحو أطراف البياضة تبعها اشتباكات عنيفة ليلًا
  • احتدام المعارك في الخيام في المحاولة الثانية لاحتلالها، ومحاولة توغّل جديدة في الأطراف الشمالية للبلدة. ولفت اليوم استخدام حزب الله للمسيّرات الإنقضاضية في أحد هجماته على الخيام
محاولة التوغل الليلية في كفرشوبا (إكس/InfoSudLiban)

الجيش الإسرائيلي على أطراف البياضة

للمرة الأولى منذ الاجتياح، يعلن حزب الله اليوم إنه استهدف قوات إسرائيلية على أطراف البياضة أي على مسافة حوالى 6 كلم من الحدود، ما قد يشير إلى تقدم هذه القوات أكثر، الأمر الذي سيسمح لها فيما بعد التحكم الناري في غرب جنوب لبنان، أي قسم من ساحل مدينة صور، عن طريق المرتفعات المسماة تل البياضة.

وقال الحزب في بيان رسمي عند الساعة 1:52 من بعد ظهر الثلاثاء إنه استهدف «تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة، بصليةٍ صاروخيّة».

التوغل الإسرائيلي (باللون الأزرق) ومناطق الإشتباكات المستمرة (باللون الأصفر)

من جانبها، تسوق حسابات إسرائيلية أن الجيش «وصل إلى الجهة الجنوبية من تلة البياضة الإستراتيجية، وأنه يقترب من استكمال تطويق القطاع الغربي لحزب الله».

وعند الحادية عشر ليلًا، كشفت صحيفة «الأخبار» عن ارتفاع ارتفعت حدة الاشتباكات في البياضة عند الأطراف الجنوبية لناحية بلدة طيرحرفا.

وكانت قد أفادت «الوطنية للإعلام» صباحا أن المعارك «تدور بين الحين والاخر على محور بلدات شمع، طيرحرفا، البياضة ، وسط تعرض المناطق والقرى المذكورة لقصف مدفعي متقطع ولنيران رشاشات العدو الاسرائيلي الثقيلة».

خريطة محدثة مزعومة من حسابات إسرائيلية

وبالفعل، وبحسب أكثر من وسيلة إعلام محلية بينها قناة «المنار»، تعرضت البياضة لقصف من الطيران الحربي الذي أصاب أحد منازلها. ةتزامن ذلك مع  قصف فوسفوري و مدفعي استهدف أطراف بلدات زبقين والقليلة و مجدل زون القريبة من شمع.

في شمع، تستمر الاشتباكات العنيفة، حيث سمع دوي انفجار كبير، ليعلن بعدها الحزب استهداف تجمع قوات إسرائيلية عند الأطراف الجنوبية للبلدة، «بقذائف المدفعيّة».

وأوضح حزب الله مساء الإثنين في بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية» أن عملية التسلل إلى شمع، من جرت من أحراش اللبونة مروراً بأحراش بلدات علما الشعب وطيرحرفا. وعن الوقائع الميدانية، أكد البيان حصول اشتباكات في محيط مقام النبي شمعون الصفا، ومبنى البلديّة والمسجد وخَراج البلدة أكثر من 5 مرّات بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدويّة والقذائف الصاروخيّة.

وكشف البيان عن تطوّر عسكري كان معلوما خلال النهار مفاده إنه خلال تسلّل طاقم إسرائيلي بمستوى سرية مدرّعة نحو محيط مسجد البلدة ومبنى البلديّة (شرقي موقع اليونيفل)، تم استهدافه «بالصواريخ الموجهة، ما أسفر عن تدمير دبابتي ميركافا وجرافة كانت ترافق القوّة».

احتدام المعركة في الخيام

في الخيام، التي يحاول العدو الاسرائيلي احتلالها للمرة الثانية في عملية الاجتياح، لم تخف اليوم ضراوة المعركة.

استشرس الاحتلال في الدخول كما استشرس حزب الله في المقاومة، إذ إنه أعلن حتى العاشرة والثلث من مساء الثلاثاء، عن 7 عمليات على القوات الإسرائيلية في المدينة

وتركزت 4 عمليات على جنوب الخيام، واثنتين على شرقي البلدة، ما يدل على محاولة إسرائيلية للدخول من محورين على الأقل. أما السابعة فكانت لافتة إذا كانت هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ في بوابة العمرا عند الأطراف الجنوبية للمدينة. وهي المرة الثانية التي ينفّذ فيها هذا النوع من الهجوم على الخيام (المرة الاولى في 17 تشرين الثاني الجاري). وعادة ما تكون الهجمات الجوية بالمسيّرات على مستوطنات إسرائيلية وقواعد عسكرية داخل الأراضي المحتلة.

وفي بيان غرفة العمليات المسائية، يقول حزب الله أن ضرباته أدى لتراجع الجيش الإسرائيلي مرة أخرى لكن «بشكل جزئي من النقاط التي تقدّم إليها». وعند التاسعة من مساء الثلاثاء، أفادت قناة «المنار» عن محاولة إسرائيلية جديدة للتوغل من الاطراف الشمالية لمدينة الخيام «حيث رصد تحرك للدبابات قرب نبع ابل السقي بإتجاه الحي الشمالي للمدينة تحت غطاء ناري من الغارات الجوية و قصف الدبابات والقصف المدفعي».

تطورات في القرى الحدودية

ومع أن القرى الحدودية لا تشهد حاليا اشتباكات مباشرة، إلا ان أنباء تواردت عن «حدث صعب» على الإسرائيليين في مارون الراس.

وقالت قناة «الميادين» أن «الاحتلال واجه حدثاً أمنياً صعباً في بلدة مارون الراس الحدودية على أيدي المقاومين».

ويرجّح أن الحدث مرتبط بما أعلنه حزب الله رسميا بعد ظهر الثلاثاء عن استهداف «منزل يتحصّن فيه جنود جيش العدو ‏الإسرائيلي عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس، بصاروخٍ موجّه». وأكدت معلومات حزب الله وقوع عناصر القوة الإسرائيلية «بين قتيل وجريح».

هذا وكشف حزب الله مساء الثلاثاء إنه بعد الكمين الذي نفذه عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون في 13 تشرين الثاني الجاري وقُتل فيه ضابط و5 جنود، بحق قوّة من الكتيبة 51 لواء غولاني التابع للفرقة 36، «لم يُسجل أي نشاط برّي لجيش العدو الإسرائيلي في المنطقة بعد انتهاء الحدث وحتى تاريخه».

أما في علما الشعب، فتشير لقطات للجيش الإسرائيلي أن الأخير تقدم بشكل ملحوظ في المدينة، بعد تقارير عن اشتباكات عنيفة. وبحسب اللقطات التي تم تحديد موقعها الجغرافي، تتواجد قوات الإحتلال على التلال الواقعة إلى الشمال من القرية، مما يشير إلى سيطرتهم على الجزء الأوسط.

يذكر أن حزب الله اعترف بعملية التسلل إلى شمع من علما الشعب.

نقاط السيطرة الإسرائيلية في علما الشعب (إكس/AMK Mapping)

حصيلة معارك جنوب لبنان حتى 19 تشرين الثاني

مع إعلانه مقتل ضابط اليوم في جنوب لبنان، ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية المعركة إلى 49 على الأقل، فيما تكشف مصادر رسمية إسرائيلية عن أكثر من 1000 جريح.

إلا أن إحصاءات حزب الله تشير إلى مقتل أكثر من 110 وجرح أكثر من 1,050 من ضباط وجنود، منذ الأول من تشرين الأول، إضافة إلى تدمير 48 دبابة ميركافا، و9 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند، كما إسقاط 6 مُسيّرات من طراز «هرمز 450»، ومُسيّرَتين من طراز «هرمز 900» ومُحلّقة «كوادكوبتر».

ويكشف الحزب في آخر تحديث لغرفة العمليات اليوم الثلاثاء ان «المرحلة الثانية» من الغزو التي بدأت قبل أسبوع، شهدت سقوط أكثر من 18 قتيلا إسرائيليا و32 جريحًا إصابات بعضهم حرجة.

جنوبية