لبنان

بعد 50 يومًا على بدء التوغل البري الإسرائيلي… هذه خريطة التسللات والتمركزات

يرسم جيش الإحتلال الإسرائيلي، في المرحلة الثانية من عدوانه البري، سيناريو التوغل ذاته، الذي حدث في عدوان تموز – آب 2006، ويسعى وفق المؤشرات الميدانية المتلاحقة على الأرض، وصول وحدات من قواته، إلى حدود منطقة ما كان يعرف بالشريط الحدود المحتل قبل العام الفين، بهدف الطغط السياسي والعسكري معاً.

خريطة التوغلات الإسرائيلية، أو عمليات التسلل، بدأت في مراحلها الأولى من بلدة مارون الراس، في قضاء بنت جبيل، وهي أعلى نقطة في المنطقة، 950متراً ، في أوائل تشرين الاول، أي قبل 50 يوماً، بواسطة قوات من وحدة إيغوز، التي قتل منها عدد كبير من الضباط والجنود الإسرائييلين، نتيجة عمليات التصدي والإلتحام، من جانب عناصر حزب الله.

صورة تجمع أوائل قتلى جيش الاحتلال من وحدة إيغوز (الكوماندوز) في جنوب لبنان أُعلن عنهم في 2 تشرين الأول الماضي

الوضع الميداني حاليا في جنوب لبنان

بعد حوالى شهر ونصف الشهر على المراحل الاولى من التوغلات، بغطاء من الطيران الحربي وعمليات التدمير والتفجير، لم تتمكن قوات الإحتلال من الإطباق على أي بلدة او قرية حدودية «الحافة الأمامية» بشكل كامل، فيما إحتفظت بنقاط «تجمعات» في كافة هذه البلدات، من الناقورة وحتى الخيام، والتي تستهدف على مدار الوقت من جانب المقاومة الإسلامية بصليات صاروخية وطائرات إنقضاصية، دفعت قوات الإحتلال إلى الإنكفاء عن بعضها، وتحديداً في مدينة الخيام، قبل حوالي أسبوعين، قبل ان تعاود خلال اليومين الماضيين، عمليات التسلل في اكثر من محور، لا سيما وطى الخيام.

وعلى مستوى منطقة القطاع الشرقي، ومن ضمنها الخيام وميس الجبل وكفركلا وبليدا ومركبا وحولا وعديسة ومحيبيب ورب ثلاثين، فإن قوات الإحتلال تتمركز في اطراف ونواحي مختلفة، في البلدات المذكورة، بأحجام مختلفة للوحدات والعتاد، ولا يمر يوم دون إستهدافها بالصواريخ، خصوصا في مركبا والخيام، وفق ما تفيد بيانات المقاومة الإسلامية.

تفخيخ وتفجير منازل في الضهيرة أواخر تشرين الأول الفائت

وفي منطقة بنت جبيل، كانت بلدة عيترون الحدودية، وقبلها يارون وعيتا الشعب وراميا والقوزح وحانين، وصولاً إلى مشارف مدينة بنت جبيل وعيناثا، على موعد مع مواجهات قوية، بين جيش الإحتلال وعناصر المقاومة، الذين أوقعوا سبعة قتلى، بينهم ضابط، في صفوف العدو، عند مربع التحرير، بين مارون الراس وعيناتا وعيترون وبنت جبيل.

اما على مستوى القطاع الغربي، فقد كانت المواجهات محدودة، خاصة في محاور، يارين الضهيرة، البستان، مروحين، وام التوت وعلما الشعب، حيث سجل توغل لقوات الإحتلال بنسب متفاوتة إلى هذه البلدات، إضافة إلى أجزاء من منطقة اللبونة التابعة لبلدة الناقورة.

المرحلة الثانية من اجتياح جنوب لبنان

وتركزت المرحلة الثانية، التي إنطلقت قبل حوالي الأسبوع، في محور طيرحرفا- الجبين، وشيحين، بعد توغل قوات مؤللة، عبر طرق غير رئيسية، من ناحية علما الشعب ويارين وحامول.

وعند هذا المحور، وقعت مواجهات عنيفة، بين القوات المتسللة وعناصر المقاومة، الذين اوقعوا في صفوفها خسائر بشرية ومادية.

خريطة التوغل الإسرائيلي حتى 18 تشرين الثاني الجاري (إكس/@MarioLeb79)

وإنطلاقاً من مثلث طيرحرفا، وطرق إلتفافية، تقدمت قوات إسرائيلية مؤلله، إلى منطقة قلعة شمع التاريخية، وعملت على تفجير متوسط، في مقام النبي شمعون الصفا، قبل ان تستهدفها المقاومة وتلحق خسائر في صفوفها دفعتها إلى الإنكفاء عن المنطقة، والإحتفاظ بقوة صغيرة، على مقربة من مقر قيادة القطاع الغربي في اليونيفيل في وسط البلدة، دون التوغل إلى منطقة تلة البياضة، التابعة إدارياً إلى بلدة شمع، التي تبعد أكثر من خمسة كيلو مترات عن الحدود اللبنانية الفلسطينية.

ومن الملاحظة في خريطة التوغلات «المحدودة»، عدداً وعتاداً، ان إسرائيل ادخلت مرابض مدفعية ثقيلة إلى الأراضي اللبنانية، الى محاور ما قبل العام الفين، ووصلت إليها قواتها، وكانت تفصلها عن المناطق المحررة وأوديتها، لا سيما الحجير والسلوقي، هي محور حولا، شمع، شيحين وطلوسة، ولم تتمكن من الوصول إلى الطيبة التي تشرف على نهر الليطاني، في محلة الخردلي.