لبنان

«من الحافة الأمامية».. قاسم يكشف جديد المفاوضات وخارطة طريق ما بعد الحرب وبعض وقائع الاجتياح البري

أعلن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الأربعاء أن الحزب قبل بالمفاوضات التي يديرها مستشار الرئيس الأميركي، أموس هوكستين، تحت سقفيْ وقف العدوان بشكل كامل و«حفظ السيادة اللبنانية»، مشيرا إلى أن التوغل البري الإسرائيلي يحصل نحو قرى الخط الثاني، لكن لا يستطيع الاحتلال الإستقرار في أي بلدة جنوب لبنان. إلى ذلك، عرض قاسم للمرة الأولى خارطة طريق من 4 نقاط غيّب عنها العامل العسكري.

يذكر أن القوات الإسرائيلية اجتاحت جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول الفائت، ولم تستطع السيطرة الكاملة على قرى الحافة الأمامية، لكن أعلنت عن مرحلة ثانية منذ 8 أيام بالتفافها على قرى الخط الثاني وسط اشتباكات ضارية مع عناصر حزب الله. 

قاسم عن المفاوضات

وقال قاسم في كلمة مسجلة نشرها حزب الله بعد ظهر الأربعاء «ليكن معلوما: تفاوضنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن يدخل ويقتل وينتهك ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة، يجب أن يكون لبنان مصانا».

وأشار إلى أن الحزب أعدّ «لمعركة طويلة»، مضيفا: «قررنا أن نمضي بمسارين: مسار الميدان الذي يكون بشكل تصاعدي ومستمر والمسار الثاني مسار المفاوضات، ولا نعلّق الميدان على المفاوضات، مستمرون في الميدان نجحت أم لم تنجح المفاوضات».

وعن توقّع الحزب أن تنتج هذه المفاوضات وقفا لإطلاق النار وللعدوان بشكل سريع، أجاب قاسم: «لا أحد يستطيع أن يضمن، لأن الأمر مرتبط بالرد الإسرائيلي والجديّة عند (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو».

وأضاف «ستكون حرب استنزاف على العدو لأن ليس لدينا قرار إلا الصمود لو طال الزمن لاننا ندافع عن أرضنا وعن لبناننا، قررنا ان نكون أهل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة».

قاسم خلال الكلمة (جنوبية)

التوغل البري في جنوب لبنان والمرحلة الثانية

عن التوغل البري، كشف أمين عام حزب الله أن مقاتليه ما زالوا يتواجدون عند قرى الحافة الأمامية في عمليات تبديل، وحتى إنهم يطلقون الصواريخ من بلدة مارون الراس وقرب مارون الراس.

وقال قاسم: «رغم الإمكانات الموضّعة في أماكنها، هناك إمكانات تنقل إلى الحافة الأمامية أيضا، وهناك تبديل للمقاومين حتى قرى الحافة الأمامية، والطريق سالكة، مع أن العدو يسيطر على الجو، لكن الله يساعد، والإخوان يعرفون تماما الجغرافيا ولديهم الشجاعة ليتقدموا».

كذلك، لم يخفِ قاسم أن «هناك محاولات للتوغل في بعض القرى»، مريدًا التوضيح أن «المقاومة ليس جيشا ولا تعمل على ان تمنع الجيش من التقدم. المقاومة تقاتل الجيش حيث يتقدم، ولو دخل الجيش سيكون المقاومون في الوديان والمغارات وبعض البيوت،  التحموا به وقاتلوه».

وأردف معتبرًا إنه «ليس مهما ان يقال اذا دخل قرية او خرج منها، المهم كم قتل له في هذا اليوم وكم جرح منهم في هذا البوم وأين تصدى له المجاهدون (..) على طول الجبهة يتصدون». وأضاف: «لمقاومة تعمل لقتل العدو ومنع استقرار احتلاله».

خريطة سياسية للمستقبل؟

وفي نهاية الخطاب، أعلن قاسم عن تفكير الحزب بمستقبل البلد حتى أثناء المعركة. وقبل أن يعرض 4 نقاط، قال: «لم نغير ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنية الشريفة المقاوِمة، نحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة وهو الرصيد المتبقي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا». وسمّى ما قال إنها « 4 أمور حطوها عندكم»:

1- سنبني معا بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد في إعادة الإعمار ويعود لبنان أجمل

2- سنقدم مساهمتنا الفعالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستورية

3- ستكون خطواتنا السياسية وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسية

4- سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا التمثيلية والشعبية وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آن معًا

الكلفة كبيرة

وردا على من يقول إن كلفة الحرب كبيرة، رد قاسم «الكلفة كبيرة لأننا أمام وحش، وحوش بشرية إسرائيلية تدعمها وحوش كبرى أميركية، ماذا نفعل أمام الوحش؟ هو يفعل ما يفعله حتى نسلّم له ويأخد مجانا، فشر، سنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت الكلفة وسنجعل الكلفة مرتفعة على العدو أيضا».

وأضاف موضحا نقطة «النصر» عند حزب اللع فقال: «لا يمكن أن يُتوقع من مقاومة أمام جيش من الإمكانات والقدرات، أن تربح أرباح بدون خسائر وتضحيات، ولكن عندما لا يحقق العدو أهدافه، يعني إننا انتصرنا، كل مقاومات الدنيا تدفع أثمانا باهظة لكن قيمتها أنها لا تحقق أهداف العدو».

وتوجه إلى النازحين بالقول «نحن نقدر ما تقومون به وما تعطونه ونعلم أنكم تضحون كثيرا لكن نحن نقوم بما نستطيع من تأمين مساعدات».

جنوبية