مع عودة وتيرة الحرب في سورية وسيطرة المجموعات المسلحة على مدن استراتيجية مثل حلب وحماة، يتصاعد القلق في لبنان في شأن التداعيات الأمنية والإنسانية لهذه التطورات.
وأثيرت المخاوف من موجة نزوح جديدة للسوريين إلى لبنان، إضافة إلى احتمالات تسلل عناصر إرهابية واستيقاظ خلايا نائمة قد تستغل الوضع لتعزيز وجودها داخل البلاد.
وقال مصدر لبناني معني لـ«الأنباء»: «هناك خشية من تدفق النازحين السوريين، لان لبنان الذي يرزح أصلا تحت عبء استضافة أكثر من مليون نازح سوري، يواجه أزمة اقتصادية خانقة تحد من قدرته على تحمل أعباء إضافية. وأي تدفق جديد للنازحين سيزيد الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة في ظل شح الموارد وغياب الدعم الدولي الكافي».
وتحدث المصدر عن «التحدي الأمني المتمثل بتسلل الإرهابيين وتحريك الخلايا النائمة، اذ مع عودة الفوضى في سورية، تثار مخاوف من استغلال التنظيمات الإرهابية الوضع للانتقال إلى لبنان أو إعادة تنشيط خلاياها النائمة. وتشير التقارير إلى أن المجموعات المسلحة قد تسعى إلى توسيع نفوذها في المنطقة، ما يضع لبنان أمام خطر مباشر يهدد أمنه واستقراره».
وإذ نوه المصدر بالإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني، أوضح انه «في مواجهة هذه التحديات، قام الجيش اللبناني بتعزيز إجراءاته الأمنية على الحدود الشمالية والشرقية مع سورية. وتشمل هذه الإجراءات، تشديد الرقابة الحدودية عبر نقاط التفتيش والمراقبة الإلكترونية. زيادة انتشار الوحدات العسكرية في المناطق الحدودية لمنع التسلل غير الشرعي. التنسيق الأمني مع الجهات الدولية لضمان رصد التحركات المشبوهة. ومن شأن هذه الجهود أن تثمر في تقليص خطر انتقال التهديد العسكري إلى لبنان حتى الآن، لكنها تتطلب دعما مستمرا لضمان فعاليتها».
وأكد المصدر على «ضرورة الحياد اللبناني في ظل تصاعد القتال في سورية. ويبقى على لبنان التمسك بمبدأ النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة».
ورأى «ان التطورات العسكرية في سورية تشكل تهديدا جديا للبنان على مستويات عدة، أبرزها النزوح والتهديدات الأمنية. ومع أن الجيش اللبناني اتخذ إجراءات مهمة لتعزيز الأمن على الحدود، إلا أن التحديات تتطلب تنسيقا دوليا ودعما إضافيا لمواجهة التداعيات. كما أن تمسك لبنان بمبدأ النأي بالنفس هو خيار استراتيجي ضروري لضمان عدم انجراره إلى أتون الحرب، وبالتالي حماية استقراره الداخلي ومصالحه الوطنية».
المصدر : الأنباء