لبنان

تقرير اسرائيلي: «حزب الله» لم يتراجع الى الليطاني..ولا انسحاب من الشريط الجنوبي المحتل!

نص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) بين لبنان واسرائيل، على أن يعمد “حزب الله” الى سحب سلاحه وتدمير منشآته العسكرية في جنوب لبنان ضمن مهلة 60 يومًا، تنتهي بسحب اسرائيل لقواتها هناك وتسلم السيطرة على المنطقة للجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وحتى الآن، انسحبت إسرائيل من بلدتين فقط من اصل عشرات البلدات التي تسيطر عليها في جنوب لبنان وهي “الخيام” في قضاء مرجعيون، و”شمع” الواقعة في قضاء صور، وواصلت ضرب ما تقول إنها قواعد تابعة لـ”حزب الله” الذي تتهمه بمحاولة إطلاق الصواريخ، ونقل الأسلحة قبل أن تتمكن من مصادرتها وتدميرها.

وكتبت الصحافية الفلسطينية أمال شحادة تقريرا في صحيفة “الاندبندنت عربي” نقلت فيه عن مصدر اسرائيلي ان ” وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حدد خلال مؤتمر صحافي، الأول من آذار (مارس) موعداً للعودة، أي بعد انقضاء 90 يوماً من اتفاق وقف النار، وهي فترة توقع بعضهم أن يبقى خلالها الجيش الإسرائيلي في لبنان، أي لمدة شهر إضافي بعد انتهاء فترة الـ60 يوماً”.

كما “نقل خبير الشؤون العسكرية أور هيلر عن مسؤول أمني أن لا خيار للجيش سوى البقاء لفترة طويلة، وأضاف أن “الأصوات التي تؤكد البقاء في لبنان باعتبار أن الوضعية غير جاهزة لمغادرته تتعالى، وأكثر من هذا هناك من يرى، خطورة بالانسحاب من دون إقامة منطقة عازلة في الأرض اللبنانية، لعدم إمكان حماية مناطق مثل المطلة وحانيت وزرعيت”. وأكد المسؤول الأمني أن الجيش يكثف هذه الأيام استعداداته، لإعادة القتال في لبنان وتوسيع عمليات مسح المنطقة، وضمان “تطهيرها” من أسلحة “حزب الله”.

 

الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان لحين انتهاء الأيام الـ60 وفي انتظار ما سيتمخض عن اجتماع الناقورة اليوم الإثنين للجنة مراقبة اتفاق وقف النار

وأضافت شحادة ان “إسرائيل بعثت برسالة إلى الأميركيين، أبلغتهم فيها بعدم انسحاب الجيش من لبنان، واحتمال أن يبقى لفترة طويلة، تحت ذريعة عدم تنفيذ الجيش اللبناني و”حزب الله” الاتفاق. وأرفقت رسالتها بتقارير حول عمليات للجيش في لبنان تدعي فيها أن “سلاح الجو الإسرائيلي اضطر إلى تنفيذ عمليات عدة لعدم قيام الجيش اللبناني بالمهمة المكلف بها”، بحسب الجيش الإسرائيلي”.

التقرير الاسرائيلي

وحسب تقرير شحادة فقد “أعدت الأجهزة الأمنية تقريراً بمثابة دفاع عن انتهاكات الجيش الإسرائيلي للاتفاق، سواء بتكثيف هجماته في لبنان أو الاعتداء على المدنيين اللبنانيين، وأرفقت في التقرير الذي ناقشته مع الأميركيين، توثيق عمليات نفذها الجيش في لبنان، وبينها بحسب تل أبيب، العثور على 400 كيلوغرام من المتفجرات، في قناة مياه بإحدى قرى الجنوب ومواقع تخزين أسلحة في مناطق مختلفة.

وجاء في التقرير:

  • حزب الله” لم يتراجع إلى ما بعد نهر الليطاني.
  • الجيش اللبناني يواجه تحديات عدة ولن يكون قادراً على ضمان الأمن وعلى تجهيز ستة آلاف جندي لبناني للانتشار في لبنان بعد انسحاب إسرائيل.
  • عدم تنفيذ الاتفاق في مناطق وجود جيش من الطائفة الشيعية والحد من تسريب معلومات لـ”حزب الله”.
  • استمرار نشاط “حزب الله” عند الحدود مع سوريا. ووفق إسرائيل، هناك عدم وضوح إذا ما كان الجيش اللبناني سيدخل إلى البلدات التي فيها ممتلكات وعقارات تابعة لـ”حزب الله”، في محاولة لاستبعاد أي احتكاك مع الحزب”.

انسحاب إلى ما بعد الليطاني

ولفتت شحادة الى ان “الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان لحين انتهاء الأيام الـ60، وفي انتظار ما سيتمخض عن اجتماع الناقورة، اليوم الإثنين، للجنة مراقبة اتفاق وقف النار بمشاركة المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، تبحث إسرائيل فيه اتخاذ قرار رسمي حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان”.

 

إسرائيل بعثت برسالة إلى الأميركيين أبلغتهم فيها بعدم انسحاب الجيش من لبنان واحتمال أن يبقى لفترة طويلة تحت ذريعة عدم تنفيذ الجيش اللبناني و”حزب الله” الاتفاق

واكدت انه “في أعقاب اتصالات مع مسؤولين أميركيين، لم يصدر قرار عن الاجتماع الأمني الاخير للجيش حول إذا ما كان يستعد للانسحاب أم البقاء في لبنان، في حين أكد مسؤول أن استمرار وقف إطلاق النار منوط بانسحاب “حزب الله” إلى ما بعد نهر الليطاني”.

وأمام هذه الوضعية، توضح شحادة ” اعتبرت جهات عدة، إعلان سموتريتش تاريخ الأول من مارس لعودة السكان، أنه توقيت لا يرفضه سكان بلدات الشمال فحسب، بل إنه لا يتناسب حتى مع وضعية بلدات الشمال التي تتطلب إعادة تأهيل، خلال فترة قد تمتد لعام في الأقل، والعمل في البنى التحتية لم يبدأ بعد في معظم البلدات”.

 

ونقلت شحادة في نهاية تقريرها عن “المدير السابق لمركز “موشيه ديان” لدراسات الشرق الأوسط إيال زيسر عن الانسحاب من لبنان، قائلاً “محظور على إسرائيل العودة لسياسة الاحتواء التي اتبعتها في العقود الماضية ولعصر معادلات حسن نصرالله، للرد والرد المضاد، محظور عليها أيضاً أن تعلق آمالها على الجيش اللبناني أو ’يونيفيل‘، ولا حتى على لجنة المتابعة الدولية لتنفيذ الاتفاق التي كما هو معروف تنقصها الأسنان”. وأضاف زيسر أن “الجانب اللبناني لا يستطيع ولا يريد أن ينفذ اتفاق وقف النار، وهكذا فإنه يخرقه، على إسرائيل أن تعمل بقوة في كل أرجاء لبنان حتى بثمن انهيار الاتفاق، والطريق للتصدي لتنظيم مثل “حزب الله”، لا يكون من خلال التفاهمات والاتفاقات بل من خلال استخدام القوة”.

جنوبية