يوم امس ومع إعلان فوز العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، نكون قد اسدلنا الستارة على الجمهورية الثانية، وفتحنا الابواب مشرعة للجمهورية الثالثة، والتي ستكون من دولة دون محاصصات طائفية مقيتة وزبائنية، ويكون معها لبنان قد خرج من السجن الايراني، ليدخل الى رحاب العولمة مع بقية دول العالم، ويكون فعلاً قد عاد الى الحضن العربي والعرب عادوا اليه.
لبنان مع الرئيس الجديد خلع عنه ثوب الاحزان والدمار، التي سببتها له جماعات الممانعة الايرانية
من هنا على اللبنانيين وخصوصاً المثقفين والمجتمع المدني الحقيقي، ان يواكبوا الرئيس في تطلعاته والتي عبر عنها في خطاب القسم، والذي يُعتبر خارطة طريق لست سنوات مقبلة، وقد يطول لما بعدها اي انه يصلح لخطة لعشر سنوات واكثر، ليستعيد لبنان عافيته ويؤسس للبنان جديد، يصلح للأعوام المقبلة، ولبنيه من اللبنانيين ليعودوا الى رحاب الوطن.
لبنان مع الرئيس الجديد خلع عنه ثوب الاحزان والدمار، التي سببتها له جماعات الممانعة الايرانية، والتي تغطت بفلسطين حيناً وبالمقاومة حيناً اخر.
فالحرب الاخيرة وما تبعتها من احداث في سوريا، قد ساهمت باسقاط المشروع الايراني، ووجهت ضربة قاصمة للهلال الشيعي نتيجة خروج سوريا، والتي كانت تشكل حجر الرحى فيه، والضربة التي تلقاها “حزب الله” في لبنان و”حماس” في فلسطين، ساهمتا بانهاء المشروع الايراني وتحجيمه داخل حدود إيران، وهذا سيبقي عليها ضعيفة ،وينزع عنها صفة الدولة الاقليمية الاقوى، في منطقة الشرق الاوسط.
وفي حال تم توجيه ضربة عسكرية لمشروعها النووي، يكون ذلك بمثابة عمل مساعد، في زعزعة استقرارها الداخلي الهش، والذي سينتج عن الاعتراضات القوية لفئات من الشعوب الايرانية، منها كالاكراد والبلوش والاحوازيين العرب، وهذا في النهاية سيساهم في تحرر الشعوب داخل ايران، في التحرر من نظام الملالي الحالي والقائم، منذ ما يزيد عن اربعين عاماً، عانت ولازالت تعاني تلك شعوب من ازمات متتالية، واضطهاد مغلف بغلاف الدين المتزمت، الناتج عن الفكر الشيعي الصفوي ونظرية ولاية الفقيه.
لبنان قد يكون بالامس خرج من سجون الممانعة وانطلق الى العالم الارحب
إذن لبنان قد يكون بالامس، خرج من سجون الممانعة وانطلق الى العالم الارحب، وعلى فئات الشعب اللبناني ان تتحرر من عبودية الطوائف، وتنطلق الى رحاب الوطن الكبرى، لتنتج التحول الذي سيساهم في إستعادة لبنان موقعه الريادي في العالم العربي، ويكون عامل مساعد في التطور، لا في زعزعة الاستقرار الاقليمي وتصدير الممنوعات، بل تصدير ماهو جيد ومفيد له وللاشقاء العرب، فيسعيد دوره ويكون قد عاد لموقعه الاساس، المساهم في تطور منطقة الشرق الاوسط، فيستورد كل منتجات المعرفة، ويعمل على تطويرها وتطوير العلم والاستثمار فيه، ليكون ابناءه رواد علم ومعرفة في هذا الشرق.