لبنان

إسرائيل توسّع العمليات… وتهدّد سلامة الطيران

في تصعيد إسرائيلي جديد يهدّد أمن الطيران وسلامته، شنّ العدو الإسرائيلي غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت وفي مناطق ملاصقة لمطار رفيق الحريري الدولي. وفيما بدا وكأنه ردّ على استهداف حزب الله لمحيط مطار بن غوريون في تل أبيب، وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيراً لمبان في محيط المطار إلى جانب تحذيرات أخرى لمناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية لبيروت. وأثارت التحذيرات والغارات مخاوف بشأن تأثر حركة الطيران المدني في لبنان، خاصة مع احتمال توسع دائرة التصعيد ليشمل منشآت قريبة من المطار، ما قد يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة الملاحة الجوية في المنطقة وقال وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إن “اتحاد النقل الجوي الدولي راسل مجلس الأمن في شأن حماية الطيران المدني”. وشهدت منطقة الأوزاعي حالة نزوح كثيفة. وشنّ الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية، بعد حوالى خمسة أيام من الهدوء.

وعصر الأربعاء، كان قد أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ إنذاراتٍ جديدة لإخلاء برج البراجنة وحارة حريك والليلكي في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت. وجاء ذلك بالتزامن مع انطلاق كلمة أمين عام حزب الله نعيم قاسم، وتصعيد الحزب لعملياته القتاليّة وتحديدًا باستهدافه تلّ أبيب، للمرّة الثانيّة في يومٍ واحد. وبعد مدّة زمنيّة وجيزة، استهدفت سلسلة غارات عنيفة، منطقة حارة حريك وطالت عدّة مبانٍ في محيط مستشفى بهمن الخاصّ، فيما نفّذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ سلسلةً أخرى من الغارات في محيط ملعب الرايّة سابقًا (منطقة القائم)، وحيّ الأميركان. كما وأغار على منطقة الليلكيّ والمعمورة. وتزامن ذلك مع تحليقٍ مكثّف للطيران الحربيّ الإسرائيليّ، في أجواء الضاحيّة والعاصمة بيروت.

وفي الوقت الذي كان يشنّ فيه جيش الاحتلال غاراتٍ عنيفة على مباني الضاحيّة، كان يُنفذ بالمقابل سلسلةً من الغارات الدمويّة على مناطق واسعة في مدينة بعلبك والبلدات التابعة لها قضائيًّا. مرتكبًا المزيد من المجازر بحقّ المدنيين والسكّان في هذه المناطق الّتي لم تشهد حركة نزوح منها كالّتي شهدتها الضاحيّة والجنوب. وبلغت الحصيلة الأوليّة لعدّد الضحايا بحسب تصريحٍ لمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر– وحتّى لحظة كتابة هذا التقرير– 40 شهيدًا و35 جريحًا في 20 غارة على المحافظة.

غارات موصولة
بقاعًا، استهدفت غارةٌ إسرائيليّة منزلًا في الحارة الشماليّة في بلدة العين، كما وسُجلت غاراتٌ على مدينة بعلبك ومدينة الهرمل. وأُفيد بارتفاع عدد  الشهداء في محيط مدينة الهرمل بلدة المشرفة الحدوديّة شمال المدينة، إلى سبعة إضافةً إلى عدّد من الجرحى. كما وأفادت تقارير عن غارةٍ إسرائيليّة بالقرب من قلعة بعلبك وأفيد بأن الطيران الحربيّ المعادي شنّ غارتين، استهدفت إحداهما بلدة طاريا غرب بعلبك، والثانية على بلدة بريتال.

وسجلت غارة على سهل تمنين التحتا. وارتكب الطيران الإسرائيليّ مجزرة في حيّ الشيقان في مدينة بعلبك، فدمر منازل متقاربة لعائلات من آل أبو إسبر، ما أدّى إلى استشهاد خمسة مواطنين، وما زالت عمليات رفع الركام، وانتشال الجثامين والجرحى متواصلة. وأُفيد بأن الطيران المعادي شنّ غارة على محلة عمشكي في مدينة بعلبك، وأخرى على بلدة يونين شمال بعلبك. وحلّق للمرّة الأولى منطادٌ إسرائيليّ، مترافقًا مع حركة ناشطة للمسيّرات في منطقة البقاع، في أجواء قرى قضاء بعلبك لجهة سلسلة جبال لبنان الشرقيّة. وشنّ الطيران الحربيّ غارتين، استهدفت إحداهما بلدة طاريا غرب بعلبك، والثانية على بلدة بريتال. وفي البقاع الأوسط، أفيد بأن غارتين استهدفتا محيط الناصريّة.

جنوبًا، أغار الطيران الحربيّ على مثلث دير قانون النهر ما أدّى إلى اضرار جسيمة في الممتلكات والمحال التجاريّة. وقام الجيش الإسرائيليّ بعملية تفخيخ وتفجير جنوب مستشفى ميس الجبل الحكوميّ. وبعد تحذيرات بالإخلاء أطلقها الجيش الإسرائيليّ، استهدفت سلسلة غاراتٍ عنيفة مدينة النبطية. وتمّ استهداف دير سريان ومدينة الخيام ويحمر الشقيف وتولين. واستهدفت غارة على محرونة مسجد البلدة في وقت لم ينفجر صاروخ في غارة على جبشيت.

وأفيد عن غارة  استهدفت بلدة زوطر الشرقية، بالتزامن مع قصف مدفعيّ و عنقوديّ طاول أطراف بلدة زوطر لجهة النهر وأيضًا بين زوطر ودير سريان وأطراف يحمر الشقيف. واستهدفت غارة حيّ الراهبات في مدينة النبطيّة. كما أغار الطيران الحربيّ على الحوش والبيسارية وعنقون والبابلية وعين قانا وكفرصير والخيام وبنت جبيل والمنطقة الواقعة بين عيتيت ودبعال ووادي جيلو ويحمر الشقيف وارنون. هذا، وتمّ سحب جثث 5 شهداء من تحت أنقاض المنزل الذي استهدف أمس في غارة في الشهابية، والعمل جار على رفع الركام. وقد عمل فريق من كشافة الرسالة على نقل جريح الى مستشفى في المنطقة. كما تم انتشال جثث 7 شهداء من تحت الأنقاض في بلدة بيوت السياد بعد الغارة الإسرائيلية ليلًا عملت عناصر فوج الشهيد حسن الساحلي – الدفاع المدني مركز برج رحال التطوعي، على اخماد النار التي اندلعت إثر الغارة.

ضربات الحزب
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، عن إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان في اتجاه مواقع إسرائيليّة في الجليل. وفي وقتٍ سابق، أعلنت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة أن صافرات الإنذار دوت في الغجر في القطاع الشرقيّ للحدود مع لبنان خشية تسلّل مسيّرة. وفي السّياق ذاته، أعلن حزب الله استهداف منزل يتحصن فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المطلة، وقال إن العملية أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيليّة. وقال الحزب إنه استهدف بمسيّرة انقضاضيّة مقرّ ناحل غيرشوم، وأصاب أهدافه بدّقة، كما قصف برشقة صاروخية معسكر كيلع في الجولان السّوريّ المحتلّ.

وأعلن أنّه استهدف كريات شمونة وأيضًا قاعدة تسرفين (الّتي تحتوي على كليات تدريب عسكريّة) بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ. وتمّ  ‏استهداف ميركافا في مستوطنة المطلة، فضلًا عن استهدافه ثكنة يؤاف في الجولان السّوري بصلية صاروخيّة. كما اعلن الحزب بسلسلة بيانات استهدافه مستوطنات غورن وروش بينا وبار يوحاي (الصفصاف) وكتسرين بصليات صاروخية.

الحرس الثوريّ الإيرانيّ
إلى ذلك، وفي سياقٍ منفصل، قال قائد الحرس الثوريّ الإيرانيّ حسين سلامي اليوم الأربعاء إنه جرى إعادة بناء حزب الله رغم الخسائر وفقدانها للعديد من قياداتها في هجمات إسرائيلية على لبنان منذ أسابيع. ونقلت وكالة (تسنيم) للأنباء عن سلامي قوله خلال اجتماع لمجلس خبراء القيادة “رغم الخسائر والأحداث المؤلمة، أُعيد بناء حزب الله بشكل إعجازي مقابل هذه الضربات الشديدة والمتتالية، وتمكن الآن من الوقوف بشجاعة وثبات” في مواجهة إسرائيل.

وأضاف قائد الحرس الثوري الإيراني أن الجانب الإسرائيلي “كان يظن أنه سيتمكن من إضعاف تأثير حزب الله عبر استهداف قيادته… لكن ها هو الآن يقف شامخا ويسيطر على الميدان… حيث تتغير الموازين يوميا لصالح قوى المقاومة”.

توسيع المعركة
وفي جلسةٍ لتقييم الوضع، أشار رئيس الأركان الإسرائيليّ، هارتسي هاليفي إلى أنّه و”إلى جانب المحاولة السّياسيّة للوصول إلى تفاهمات في لبنان يجب مواصلة بلورة الخطّط لمواصلة القتال في لبنان بما فيها توسيع وتعميق المناورة البرّية حيث سنقوم بتفعيل هذه الخطة وفق الحاجة”. وأضاف “نواصل ضرب أهداف حزب الله وفق خطة واضحة في كل المنطقة من جنوب لبنان إلى البقاع وصولًا إلى بيروت وسوريا”.

المدن