في تأكيد جديد على محدودية الآثار التي خلفها الهجوم الإسرائيلي على إيران، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية أن الأضرار الناتجة من الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية داخل البلاد اقتصرت على “أنظمة رادار”.
“سوى بعض أنظمة الرادار”
وقالت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي، اليوم السبت، إنه وبفضل أداء للدفاع الجوي للبلاد جاء في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار، وفق بيانها.
جاء هذا بعدما شددت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني على أن الضربات الإسرائيلية تسببت في خسائر محدودة.
كما أكدت في تصريحات ظهر السبت على أن الأوضاع العامة في البلاد عادية، مضيفة أن حركة الطيران استؤنفت بشكل طبيعي، بعدما علقت لساعات فجرا.
إلى ذلك، لفتت إلى أن إيران قاطبة فخورة بالدفاعات الجوية، قائلة “نحيي قوات الدفاع الجوي، ونؤكد اعتزازنا بها” حسب ما نقلت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية.
بدوره، أكد محسن رضائي، رئيس مجلس حماية مصالح النظام الإيراني والقائد السابق للحرس الثوري أن الهجوم “كان أكثر من مجرد استعراض للقوة”. لكنه أشار إلى أنه “لم يكن مؤثرا”، وفق تعبيره.
روايات متضاربة حول حجم الرد الإسرائيلي على إيران
بعد ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، السبت، أن عزم بلاده على الدفاع عن نفسها “لا حدود له”، وذلك إثر ضربات شنتها إسرائيل ليلا على مواقع عسكرية إيرانية.
وقال عراقجي في مقابلة مع الموقع التابع للمرشد الأعلى الايراني “أعتقد أننا أثبتنا أن لا حدود لعزمنا على الدفاع عن أنفسنا”.
تهديدات متبادلة
أتت تلك التصريحات بعدما أعلن الدفاع الجوي الإيراني بوقت سابق من السبت، أنه تصدى لمحاولة إسرائيل مهاجمة بعض الأماكن في البلاد لا سيما على الحدود الغربية والجنوبية الغربية.
كما أضاف أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت مواقع عسكرية في طهران وعيلام والأهواز، إلا أنه شدد على أن الأضرار كانت محدودة.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ بنجاح ضربات دقيقة على مواقع عسكرية في عدة مناطق إيرانية. وأضاف أن الهجمات طالت نحو 20 موقعا، وهو ما نفاه لاحقا مصدر إيراني.
فيما حثت الولايات المتحدة الإيرانيين على التهدئة وعدم الرد وتجنب التصعيد في المنطقة، محذرة من الانزلاق إلى دوامة الردود المتبادلة.
كما أشارت إلى أن الرد الإسرائيلي أتى متناسباً ومحدودا، في” إطار الدفاع عن النفس”.
وكانت 3 مصادر وصفت بالمطلعة أفادت بأن إسرائيل بعثت رسالة إلى طهران أمس الجمعة عبر وسطاء، ألمحت فيها إلى ماهية الهجوم، وحذرت فيها الإيرانيين من الرد.
جاء هذا بعدما قال مصدر مطلع إن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين مسبقًا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام، وما لن يضربوه.
كما أضاف أن الرسالة الإسرائيلية التي نقلت عبر أطراف ثلاثة كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين، ومنع الانزلاق إلى تصعيد أوسع، وفق ما نقل موقع “أكسيوس”.
يشار إلى أن تلك الضربات أتت بعد 26 يوما على تبادل التهديدات بين البلدين منذ مطلع الشهر الحالي، حين نفذت طهران هجوما بأكثر من 180 صاروخا على قواعد عسكرية إسرائيلية.
فيما شجعت واشنطن حليفتها على اقتصار ردها على المواقع العسكرية دون محطات الطاقة أو النفط، والنووي بالتأكيد.
كما كثفت الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية مشاوراتها مع تل أبيب، من أجل التنسيق حول هذا الرد الإسرائيلي الذي أتى فجر اليوم.
العربية.نت